الأخ فؤاد قديري : الحكومة مسؤولة عن  اختلالات الالتحاق بالتعليم العالي ومكابدة الأسر من أجل تسجيل ابنائها  

الخميس 14 يونيو/جوان 2018

خلال جلسة الأسئلة الشفوية المنعقدة يوم الثلاثاء 12 يونيو 2018 بمجلس المستشارين تناول الكلمة الأخ فؤاد قاديري باسم الفريق الاستقلالي متحدثا عن معاناة الأسر بعد حصول أبنائهم على شهادة  الباكلوريا من أجل التسجيل في الجامعات والمعاهد والمدارس، وهي المرحلة التي تأتي بعد المكابدة مع الاستعدادات لاجتياز  امتحانات الباكلوريا.

ومع الاقتراب من  الاعلان عن نتائج الاستحقاق الإشهادي بالثانويات، أبرز الأخ قاديري، بحضور وزير التعليم وكاتب الدولة في التعليم العالي، ان الحصول على الباكلوريا حلم فقد طعمه، فبعد 18 سنة او أكثر تصطدم الأسر بكابوس محدودية الاستقطاب في مؤسسات التعليم العالي، والذي ينضاف الى كوابيس نفقات توفير الايواء والنقل والإطعام والمقررات للطلبة.

ورفع الأخ فؤاد قديري رفع استفسارا باسم الأسر المنهكة متسائلا متى سيتم انهاء هذا الكابوس وايقاف تضييق الحكومة على المواطن المغربي وتحميله ما لا يطيق؟ في اشارة إلى الأعباء المالية التي تكاد تقطع أنفاس الآباء جريا وراء متطلبات الحياة ومنها تحصيل التعليم.

كاتب الدولة خالد برجاوي اكد ان التهييء لاستقبال الطلبة ينطلق منذ بداية السنة من خلال مجموعة اجراءات وجب على الاسر اخذها في الاعتبار وليس انتظار ظهور النتائج، حيث تكون المعطيات المتعلقة بالتكوينات بالمؤسسات الجامعية متوفرة وفي متناول الطلبة في بنيات الاعلام الموجودة في الثانويات والجامعات، كما تضع المصالح مسطرة التسجيل القبلي في المباريات قبل ظهور النتائج، لكن الاسر تنتظر الاعلان عنها وتُسرع بعد ذلك في تسجيل ابنائها ما يفوت على الطلبة الفرص او يجعل المصالح امام ضغوطات.

كما اوضح كاتب الدولة في التعليم العالي ان المؤسسات ذات الاستقطاب المحدود مثل الطب والصيدلة والهندسة والتجارة والتسيير عرفت في السنة الماضية رفع مقاعدها ب20 في المائة، وهذه السنة ب30 في المائة ليصل عدد المقاعد المضافة الى 30 الف وذلك قصد مضاعفة الفرص امام الطلاب وتنويع اختياراتهم.

ورفض الأخ فؤاد قديري  إلقاء اللائمة على الأسر، معتبرا ذلك فرارا وتهربا من المسؤولية، لكنه لم يعتبر ذلك مبعث استغراب كرد طبيعي من محبرة حكومة تُسَوف وتجتر-" كا تْسْلّك" على حد قوله- والتي تفضل النزول للشارع من أجل الاحتجاج والتظاهر بدل ايجاد الحلول للمشاكل التي أضحى المغاربة يتعايشون معها، مشددا على  ضرورة بناء المدارس والجامعات وتوسيع الطاقة الاستيعابية، معتبرا ان وجود 12جامعة رقم مخجل، في مقابل 45 جامعة في الجارة بالشرق، وتمكن مصر من تغطية القرى والارياف بالمعاهد، لذلك لا يجب التذرع بالامكانات ومحدوديتها لأن ما ينقص حقيقة هو الارادة والقدرة على التدبير وتحمل المسؤولية يقول الاخ فؤاد قديري.

وفي نفس السياق اعتبر ان الاختيارات اليوم مجانبة للصواب توحي بفساد الرأي وسوء التقدير والتدبير، بينما الموارد متوفرة لكن ما يحدث هو هدر المال بمبرر وبغير مبرر، كما تسرق اموال الشعب نهارا جهارا تحت يافطات ومسميات مختلفة، في حين لا تجد الحكومة من مخرج سوى التشكي.

 إثر ذلك نبه الى التفاوت اللغوي وما تشكله اللغة الفرنسية من عائق لولوج المؤسسات داعيا الى ضمان التعادلية بين الفئات، وتحسين بنيات استقبال الطلبة في السنة الاولى وتوفير النقل المدرسي، واعادة النظر في البرامج التي ضمنتها الوزارة وخاصة ما سماها مواد متجاوزة، مثل ما يعرفه الجذع المشترك في كلية الحقوق حيث يُفرض على الطالب ان يدرس مواد في القانون العام وفي الاقتصاد لسنتين متتاليتين لكي يتخصص في السنة الثالثة وبذلك تكون مدة التكوين الحقيقية سنة واحدة.

كما سجل في نفس الاطار غياب التكوين البيداغوجي للاساتذة في مجال التواصل مع جيل جديد من الطلبة مشبع بأفكار وطموحات وانشغالات مغايرة.وختم الاخ قديري تدخله في هذا الملف المتشعب والذي ينوء بجملة من الاكراهات التي استعرضها سالفا بقوله إن  المؤسسات لا يزال يطغى عليها الهاجس الأمني، فكلها سياجات وأبواب حديدية، لا يحس الوافد إليها أنه مرتاح ومُرحب به.



في نفس الركن